الأخلاق عند المراهق..عنوان نجاحه في الحياة
الأخلاق عند المراهق عنوان نجاحه في الحياة، وتفاهمه مع ذاته ومع الناس وضمان نموه، وشخصية المراهق تسير نحو كمالها بفضل الأخلاق، أي بفعل الخير ومحبة الخير.
والمراهق الذي كان في طفولته قد نشأ في أسرة سوية
تحترم إنسانيته وتصون قدراته وتعامله بالإحسان فإنه يسير نحو الإحسان
ومحبة الخير تلقائيا بسهولة أكبر وعناء أقل.
ومع هذا يجب أن نعلم أن معاملة الأسرة لولدها لا تكفي وحدها لضمان سيره أو اتجاهه نحو الخير (نعم إن معاملة الأسرة بالإحسان تعد شرطا ضروريا ولكنه شرط غير كاف وحده)، إذ المهم
أن يتحقق شرط آخر وهو تجاوب الطفل او استجابته بالحسنى والأخلاق الكريمة،
على ما قدمته أسرته من الإحسان. إن الاستجابات هي أهم ما يصنع الشخصية.
وحتى حين تسوء الظروف فتكون طفولة الإنسان قد اكتنفتها المساوئ فإنه إذا
أتيح له من يعني به ويعينه خارج الاسرة (في المدرسة مثلا)، فإنه يتوجه نحو
الخير، ويتفجر الخير من أعماقه ويتجاوز المساوئ لأن الفطرة تقوم على اتباع طرق الخير، ويظل الإنسان عبدا للإحسان.
مفهوم الأخلاق:
يقصد بكلمة الأخلاق أمران اثنان على الأقل:
1- قواعد لفعل الخير.
2- أفكار ومبادئ خيرة.
تقصد بالقواعد مجموعة الطرق والأساليب التي من شأنها إذا اتبعت أن تجعل الإحسان ينمو ويتفتح وينتقل من إنسان إلى إنسان.
أما أفكار فهي جملة المعاني التي تلهم الإنسان
وتشجعه وتحضه على أن يظل مستقيما على فعل الخير قائما بواجباته ومراعيا
حقوق غيره. وهكذا نجد أن فعل الخير لا يكفي وحده إن لم يكن صادرا عن
القناعة بضرورة الخير..
وهذه القناعة تعني أمورا كثيرة أهمها:
أ- المبادئ.
ب- النوايا.
ت- والأهداف.
أ- إن الأخلاقيين بحق يملكون مبادئ اخلاقية،
وهذه المبادئ الأخلاقية كثيرة كمبدأ احترام الحياة (التي خلقها الله
تعالى)، ومبدأ تقدير الآخرين واحترام الذات، مع الاعتقاد الراسخ أن الوجود
كله وجود خير وجميل، ومن يلتزم به يفز بالرضا عن نفسه إن لم يحرز رضا
الآخرين.
ب- النوايا الأخلاقية وهي الإرادة القائمة على
إيثار الخير وتفضيله، وهكذا فإن النية تعد العمل الأخلاقي الطيب، فما قيمة
عمل نحسن فيه إلى الناس ليتحدث الناس عنا، أو يمجدونا أو يمنحونا شيئا من
متع الحياة، فهذا خروج عن الأخلاق وهو نفاق أخلاقي، ولهذا فإن النية الطيبة يجب أن تقترن بالفعل الطيب، وتعتبره هدفا في ذاته، لا لشيء آخر.
إن النية الطيبة أهم من العمل الطيب نفسه، ويذكرنا هذا بمقولة الرسول الكريم: "نية المؤمن خير من عمله".
ث- الهدف وهو الغرض أو الهدف الذي يستهدفه الإنسان من أفعاله وهو لا ينفصل عن المبادئ والنوايا، وهكذا يختلف علم الأخلاق
عن العلوم الأخرى (مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات)، لأن هذه العلوم
الثانية يبتغيها العلماء بحثا عن الحقائق (الفيزيائية أو الكيمياوية..) في
ذاتها، أما علم الأخلاق فلا يتوخى معرفة الحقائق الأخلاقية وحسب، بل لا بد من تحقيق أهدافها أي إنجازها.
ويتم هذا الإنجاز بالتزام الإنسان بالأخلاق التزاما حرا وبغير إكراه.
المهم في كل عمل أخلاقي أن تلتقي صورتان هما: الالتزام والابتهاج معا؛ كما يقولون: (بالإرغام والإغراء..) فنحن نصبح أخلاقيين حين نلزم أنفسنا بأنفسنا من جهة، فهذا هو الإلزام أو الالتزام، ومن جهة أخرى فنحن نصبح أخلاقيين حين نبتهج ونفرح بتحقيق أفعالنا الأخلاقية وأفعال الآخرين.
ويتطابق هذا مع قول النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم): "إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن".
ومع
هذا فهناك محذور دقيق هو أن يصبح الفرح هدفا للإنسان، فالفرح الذي يرافق
الخير يصبح غاية في ذاته وكذلك الأمر فإن الضيق من التحمل يقيد الأفعال
الخيرة التي تقوم على الجهد والتي لا تخلو من الفرح
أتمنى لكم الإفاده
تحيتي للجميع