من طرف سلافه 8/4/2009, 12:30 pm
الصفات العامة لبرج العذراء
بما أن كلمة العذراء ترمز إلى الطهارة و العفة قد نجد بين مواليد هذا البرج العديد من الأشخاص العازبين و المنادين بمبدأ الارتباط العذري . غير أنه لا يجوز تعميم القاعدة لأن الكثيرين أيضا يتزوجون و يستقرون و كثيرا ما ينجحون في دور الأزواج و الآباء إلى أقصى حد . من الظواهر التي لا يختلف فيها اثنان ظاهرة بعد هؤلاء الأشخاص عن الحشود و الاحتفالات و ما شابهها و ذلك لسببين رئيسيين : الأول مزاج خاص يجعل اختلاطهم بالناس صعبا و يحول بالتالي بينهم و بين وسائل الترفيه و السلوى , و الثاني نداء الواجب الذي يشغلهم عن التفاهة و السطحية .
مولود برج العذراء قليل الأحلام و التصورات , يرفض التلهي بفقاقيع الهواء و قصور الرمال . كل من يراه أول وهلة يعتقد أنه مشغول الفكر بقضية عويصة تنتظر منه الحل أو قلق من جراء أزمة نفسية تتنازعه . و الواقع أن هموم هذا الإنسان عادة متأصلة فيه . إنها وليدة طبعه و مزاجه ولا يد لأحد فيها . حتى الابتسامة المشرقة على وجهه تظهر مشحونة بالقلق و التفكير . و مع ذلك تبدو قسماته هادئة مسترخية في معظم الأحيان الأمر الذي يناقض الأثر الذي يتركه في الناس أول وهلة .
هذا الإنسان الذي عرفت عنه الكفاءة و البرود و صفاء الذهن قلق في قرارة نفسه إلى الدرجة التي يهتز معها توازنه النفسي و الصحي , ومع ذلك يسعى للقيام بواجبه حتى النهاية و إن كان يقبل التظاهر بالمرض في بعض الأحيان ليستطيع رفض أمر ما فرض عليه . و فيما عدا ذلك هو صادق الرأي و الكلمة , جدير بتسلم المهام و المسؤوليات , يمكن الاعتماد عليه في أقصى الظروف و أكثرها تعقيدا . إنه أيضا قليل الأوهام تجاه الناس و الحياة , يدرك حقيقة الأشياء و يعرف تماما إلى أين يسير حتى وهو غارق في الحب . إلى جانب ذلك له مواقف معينة بالنسبة إلى أكله و شربه و صحته و نظافته و على الخصوص هذه الأخيرة التي لا يجاريه فيها أحد .
ليس مواليد برج العذراء جميعا عقلانيين متمسكين بالواقع , فبعضهم يبدو مغلفا بالأحلام على الرغم من عقله الذي يرفض ذلك . لكن مما لا شك فيه أنهم جميعا دون استثناء يكرهون في سواهم الإهمال و التقصير و الكسل و الغباوة , ولا يستبعد أن تثير فيهم تلك النقائص و العصبية على الرغم من عذوبتهم الطبيعية التي فيها راحة و بلسم للمرضى , و لهذا السبب هناك ممرضات عديدات ينتمين إلى برج العذراء . حتى من لم يمتهن منهم التمريض يحرص على صحته و صحة غيره بواسطة الأدوية و العقاقير مع أن مولود برج العذراء يرفض تناول أي دواء ما لم يعرف الكثير عن تركيبه و كيفية استعماله و فوائده
الطفل العذراء
على الرغم عن ذكائه و تيقظه يبدو الطفل المولود في برج العذراء أكثر جدا و أهدأ مظهرا من جميع الأطفال . لولا عناده في الأكل خاصة لاعتبر من أهنأ الأطفال و أقربهم إلى قلوب الأمهات . صعوبته ناجمة عن ذوقه الخاص في الطعام . فهو منذ بداية عمره يفضل أصنافا على أخرى , و يرفض بإصرار تعويده غيرها . هذا العناد لا يمنعه من أن يكون خجولا و مهذبا و دمثا إلى أقصى حد . وهو بالإجمال مطيع لأهله و معلميه , لا يضطرهم إلى توبيخه أو حتى إلى تكرار الأوامر .
هذا الطفل أيضاً سريع النطق , يتعلم الكلام في وقت مبكر ثم سرعان ما يصبح سلس الحديث جاد العبارات باستثناء حالات الخجل و الارتباك أمام الغرباء . وهو ماهر في التقليد , كثيرا ما يحاكي أفراد عائلته و ينتقدهم بأسلوب فذ مضحك . و مع ذلك يميل إلى الأدوار الجادة و إلى تحمل المسؤوليات أكثر من غيره . في المدرسة يعتبر التلميذ المفضل لدى معلميه بسبب مثابرته و طاعته و تهذيبه الجم , لكن ما يزعجهم منه ارتباكه الشديد إذا اضطر إلى إلقاء قصيدة أو خطاب أمام زملائه و رفضه القاطع للنقد . أما ما عدا ذلك فهو خلوق , يسدي الخدمات دون مقابل , ولا يتردد في معاونة معلميه في تصحيح الفروض أو جمع العلامات , و ينجح في هذا الدور لما يتحلى به من الاستقامة و الموضوعية و الدقة مما يتيح له تصحيح الأخطاء التي يرتكبها الأستاذ نفسه في بعض الأحيان . و الطريف أنه لا يتورع عن ذلك و هو المعروف بكراهيته الشديدة لأي نقد له يصدر عن الآخرين .
يحتاج هذا الطفل إلى الأدلة الحسية التي تبرهن عن حب أهله له و تعلقهم به و إن كان يرفض المجاهرة بتلك الحاجة . إنه على كل حال من بين القلائل الذين لا خوف عليهم من الميوعة أو الفساد مهما بالغ الأهل في تدليلهم . صعوبته الوحيدة مصدرها تمسكه بعاداته و رفضه لكل تغيير , و فيما عدا ذلك يعتبر وجوده نعمة لأبويه و خصوصا لوالدته التي يشترك معها أحيانا في تدبير المنزل و في مسك الحسابات . يتعلق بالمخلوقات الضعيفة و الحشرات الصغيرة مما يجعله يقضي الساعات في مراقبة وكر للنمل مثلا بينما وجود كلب ضخم لا يعني له شيئا .
يرفض هذا الطفل المعلومات غير المكتملة و يلجأ إلى مصادر تثقيفية عديدة بالإضافة إلى الكتاب المدرسي . أكثر ما يحب الجدل و النقاش , فإذا بدا خلالهما أقل معرفة من زملائه انطوى على نفسه و شعر بالتعاسة و الخجل . يرفض في سن المراهقة العلاقات الدائمة أو الجادة و خصوصا تلك التي تستهدف الزواج , كما يكره أن يشار إلى حياته العاطفية من قريب أو بعيد , و لهذا السبب تصعب عليه صراحة الآخرين .
إن عقله الواعي و أسلوب تفكيره العملي يحرمانه أشياء كثيرة يزخر بها عالم الأطفال الذين في مثل سنه . فهو مثلا قليل التخيلات و الأحلام نادر الاهتمام بقصص الجن و الأشباح و غير ذلك . و مع أن عظمته في تلك الواقعية إلا أن هناك خوفا عليه من الوحشة في المستقبل . ينبغي لأهله تشجيعه على اقتحام عالم الأوهام بين الفترة و الأخرى بحيث تصبح طفولته أقل جدا و أكثر تشعبا و مرحا .
الرجل العذراء
لم يخلق حتما للمرأة العاطفية المتعطشة أبدا إلى عبارات الوجد و الهيام , و إذا قدر لهذه المرأة أن تقع في حب رجل من هذا النوع فلا بد من أن تتحول نارها يوما إلى صقيع بسبب برود مظهره و نظرته المادية و فكره البعيد عن الوهم و الخيال . لكن واقعيته هذه أكثر ما تتناول حياته الفكرية و ليس مستحيلا بالتالي جره إلى العلاقة الطبيعية التي تنشأ عادة بين الرجل و المرأة . إلا أنه في الحب لا يشبه روميو جولييت ولا قيس ليلى لجهله فن البكاء و التحرق و اللوعة , و لتفضيله وسائل التعبير الأقرب إلى الحياة العملية كحسن المعاملة و الرعاية و الإخلاص .
يبدو هذا الرجل أول وهلة كأنه صنع من الفولاذ و الثلج في آن واحد , و مع ذلك هناك و سائل تساعد على غزو قلبه المنيع , إلا أنها غير الغنج و الملاحقة و العداء و الإصرار و جميع الطرق الأخرى التي تسلكها المرأة عادة في الحب . تدور الأمور التي يهتم بها الرجل الذي ينتمي إلى برج العذراء حول نوع الحب لا كميته , لذلك قلما يقع فيه . وإذا وقع بصورة جادة سرعان ما ينكشف له حظه العاثر في هذا الميدان فيحاول دفن عذابه في عمله , و يزداد بعده عن الناس , و يضاعف الحيطة و الحذر كي لا يقع مرة أخرى .
إن سلاح المرأة مع هذا الرجل الصبر و التأني و الحذر . هذا من ناحية , و من ناحية أخرى لتعلم أن الطهارة شيء مقدس في نظره و أن حياة العزوبة ليست ثقيلة عليه كما يعتقد . فإذا وضع القدر بعض العراقيل على طريق زواجه حاد عنه و بقي عازبا عن قناعة و رضى . يتمتع في الوقت ذاته بسحر خفي لا يوصف . لا أحد يعلم بالضبط كيف و متى ينجذب نحوه الآخرون و لكن الجميع يعلمون أن أكثر القلوب مناعة يهوي تحت ضغط جاذبيته الشديدة . و تنطوي شخصيته على الفكر الحاد و المادة الصلبة . و بما أنه متواضع و محب للتحليل و الاختبار في الوقت نفسه يصعب عليه إقامة علاقات جسدية بحتة , فهو مترفع حتى في القضايا الجنسية , و الحب عنده أقرب إلى الطهر منه إلى الشهوة . كل ذلك بالإضافة إلى أن ميله إلى النقد يجعله يواصل البحث طويلا قبل أن يجد فتاة أحلامه . و بكلام آخر إن تحريك هذا الإنسان على الصعيد العاطفي وحده صعب إن لم يكن مستحيلا و خصوصا لأن في وسعه العيش وحيدا طوال حياته دون أن يشعر بأي حنين إلى شريكة العمر التقليدية .
بعض مواليد برج العذراء يقيمون العلاقات الجنسية المحضة من باب الفضول فقط , و لكي يثبتوا لأنفسهم أنهم كاملوا الرجولة , لكن ما أن يتأكد لهم الأمر حتى يقطعوا كل علاقة من هذا النوع و يتحولوا إلى ما هو أسمى و أجدى . أما في الحب الحقيقي فكل مواليد برج العذراء تقريبا صادقون أوفياء لا يسعون لتبديل أو تغيير . من الحسنات التي اشتهروا بها في الزواج اهتمامهم بأبسط الأشياء إرضاء لزوجاتهم , و بذل كل الجهود لإزالة العقبات من طريقهن و الحفاظ على الروابط العائلية ما دامت لا توجد أسباب وجيهة تدعو إلى عكس ذلك . و مع أنهم ليسوا شديدي الغيرة إلا أن العزة و الكرامة تقودانهم أحيانا إلى الطلاق .
يفضل مولود برج العذراء المرأة التي تعني ببيتها و مطبخها و نظافة أولادها . لا يهمه كثيرا أن يرزق أولادا , لكن إذا ما جاءوا أحسن رعايتهم و تربيتهم و بث فيهم الخلق الرفيع و الفكر السامي و المواطنة الصحيحة , وهم بدورهم يأخذون عنه حب الثقافة و احترام العلم و الآداب . لكن يخشى أن يقوم بين هذا الرجل و بين أولاده مع الوقت جدار من البرود و الجفاء لا لسبب سوى تردده في إظهار الحب و الحنان .
مهما تكن عيوب هذا الرجل يبقى عنده من الحسنات و القيم ما يكفي لكي يشعر جميع نساء العالم بالغيرة و الحسد تجاه الزوجة التي اصطفتها فكره و قلبه .
الموظف العذراء
يستحق هذا الإنسان دعم رئيسه المتواصل إلى أن يصبح نائبه أو مساعده الخاص . و لكن يجب أن يتم الدعم بحذر و تؤدة لأن إنسان برج العذراء يجفل بطبعه من التسرع الشديد و الصراحة اللامتناهية و يفقد بالتالي ثقته في صاحبهما . ثم إنه يكره أن ينال الهدايا الثمينة و المنح السخية في غير أوقاتها و يكره بالمقابل أن تهضم حقوقه . بكلام آخر يتمتع بحس العدالة المرهف .
يدرك هذا الرجل قيمته الحقيقية و يسعى لكسب ما يراه جديرا به . إذا هدف إلى المراتب العليا و الدخل المرتفع لا يفعل ذلك من أجل المال أو المكانة المرموقة بل في الدرجة الأولى من أجل تأمين شيخوخته في المستقبل . إن أكثر ما يخشاه من تلك المرحلة الأمراض على الرغم من أنه من هذه الناحية أفضل حالا من الكثيرين . قد يكون ضعيف البنية في سن الطفولة أو المراهقة و لكنه يتعافى تدريجيا فيصبح فيما بعد من أكثر الناس نشاطا و همة .
يبدو هذا الإنسان في عمله دقيق الملاحظة كثير الاهتمام بالتفاصيل سريع النقد لا يتورع عن الإشارة إلى أخطاء رئيسه . في تصرفاته إزعاج للآخرين و لكن سعيه المستمر إلى الكمال كثيرا ما يغفر له صراحته اللامتناهية . من الصفات التي تضعه في مصادف النقاد الناجحين صفاء تفكيره و حدة مقدرته التحليلية و حسه التمييزي المرهف . ذكاؤه و إتقانه يحولان بينه و بين الأعمال الناقصة . أكثر ما ينجح في الميادين و الحقول التي تعنى بالخدمات العامة كالأدب و النشر و الطب و الصيدلة و الأعمال المختبرية و الحسابات و مسك الدفاتر و التغذية . يكره عموما البطالة و الكسل و الإهمال , و يقوم بالأعمال الإضافية دون أن يكون مضطرا إلى ذلك .
إنه أيضا موظف خلوق جدير بتحمل المسؤوليات , يسير على نمط واحد في حضور رؤسائه و غيابهم ولا يحتاج إلى المراقبة أو التشجيع لأن الدوافع موجودة فيه و على رأسها بلوغ الكمال . و لهذا السبب يبدو عمله بطيئا بعض الشيء . بفضل صفاته العملية ينجح أحيانا في حقل الدعاية و لكنه يفشل غالبا في الترويج للبضائع و السلع لأنه صريح مستقيم من جهة و خجول من جهة ثانية , الأمر الذي يحول بينه و بين الحماسة و الاندفاع و العداء التي هي من صفات الباعة الأساسية .
يبدو موظف برج العذراء نظيفا أنيقا مهذب الألفاظ سلس الحركة حتى وسط أكوام الدفاتر و الأوراق و ما شاكلها , و إذا ظهر منه خلاف ذلك كان السبب ضائقة نفسية أو أزمة مالية أو أي شيء من هذا القبيل . يسهل عليه الاعتراف بالخطأ لكن يستحيل أن يقبل النقد و الملامة . إذا اضطر رئيسه إلى إبداء ملاحظة عليه أن يفعل ذلك باقتضاب و لطف . و يكره الموظف المنتمي إلى برج العذراء الألوان الصارخة و الضجيج و الفوضى , فإذا خلت هذه العناصر من مكتبه أصبح أهنأ بالا و أقدر على معالجة المعضلات .
من الصفات الحسنة التي تندر في سواه و تتوفر فيه الصدق و الشعور بالمسؤولية و مد يد المساعدة دون أجر أو مقابل .
شو رايك بهالكلام هل بلائم لعذب الكلمات او لايدي