مع إطلالة هلال شهر رمضان يتنافس المسلمون في أداء الفرائض والسنن للتقرب من الله تعالى ونيل الثواب في ذلك الشهر الفضيل.
ولما فرض الحق سبحانه علينا الصيام سمح برخص لفئات معينة من الناس، قال تعالى: {فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، ولذا فيجب أن نستوعب أن الله تعالى فرض علينا الصيام لغاية لن يكون منها إلا المصلحة، وحاشا أن يكون الغرض منها الضرر، وخاصة من الناحية الصحية، ونخص هنا مريض السكري.
لماذا مريض السكري
مريض السكري من الأشخاص المرخص لهم الإفطار في نهار رمضان نظرا للخطر الذي قد يصيبهم إثر الصيام:
- مريض السكري معرض لهبوط مستوى السكر في الدم خلال نهار رمضان، وكذلك في النصف الثاني منه (بعد الإفطار)، فمن جهة يكون المريض ممتنعا عن الأكل، وخاصة السكريات لمدة ساعات طوال النهار، وبما أنه لا يخزن السكريات في الكبد فلا يمكنه استعمال هذه الطريقة لإخراج السكر من الكبد إلى الدم كغيره من الأصحاء، الشيء الذي يعرضه إلى حالة هبوط السكر في الدم لكن بخطورة متفاوتة حسب نوع الداء ونوع الدواء.
- المعالجون بالأنسولين يتعرضون لخطر الغيبوبة أثناء الصيام، بينما المعالجون بالحمية الغذائية فقط يتعرضون لانخفاض أقل خطورة يتمثل في العلامات التالية: الإحساس بالجوع، الارتعاش، الدوخة ثم التعرق البارد، وإذا لم تؤخذ الإجراءات الضرورية وبسرعة وتتمثل في تناول سكريات سريعة –عصير أو شيكولاته- تتبع بسكريات بطيئة –الخبز- فمن الممكن أن تتطور الحالة إلى غيبوبة.
- هذا بالإضافة لوجود خطورة من ارتفاع السكر في الدم أثناء ليل الصيام نظرا للشهية المفرطة بعد يوم كامل من الصيام، زيادة على تناول الوجبات في وسط عائلي (يشجع على الأكل)، بالإضافة إلى أن أغلبية الأكلات المحضرة خلال هذا الشهر المبارك هي إما مصنعة من السكريات السريعة أو تؤخذ مصحوبة بسكريات سريعة.
كل هذه الأسباب تعرض المريض إلى صعوبة في "احترام الحمية" الخاصة به لمدة توازي 29 أو 30 يوما على التوالي.
وبسبب ذلك قد ينتقل مريض السكري من الوضع المطمئن والمستقر إلى التعرض لمضاعفات حادة غير خطيرة لكن مزمنة، وقد تكون أكثر خطورة خاصة أنه لا يتم الكشف عنها إلا بعد شهور من انتهاء رمضان، كضعف في البصر أو الكليتين أو إصابة الرجلين أو الضعف الجنسي.
ماذا لو صام؟
إذا أصر مريض السكري على الصيام، فلابد من أخذ الاحتياطات اللازمة، وأهمها:
1- مراجعة طبيب الغدد الصماء قبل بدء شهر رمضان بأسبوع على الأقل.
2- الحفاظ على الحمية الغذائية والرياضية التي وصفها له الطبيب، وينصح عادة بممارسة نوع من الرياضة كالمشي الخفيف لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل.
3- الحفاظ على أوقات العلاج الدوائي، أو ترتيب مواعيدها بما يتناسب مع فترة الصيام مع الطبيب الخاص به.
4- مقاومة السكريات السريعة التي نتناولها بكثرة عند المساء من حلويات وعصائر.
أما بالنسبة للنظام الغذائي فينبغي أن يكون مشخصا من قبل طبيب السكري الخاص بالمريض، بحيث يجب مراعاة معطيات كثيرة منها السن والوزن والجنس ونوع الأنشطة المهنية أو الرياضية، لهذا من المنطقي أن يصنف النظام الغذائي حسب هذه المعطيات.
ولكن هناك بعض التوصيات الغذائية الواجب على جميع مرضى السكري اتباعها، وهي:
1- أن يكون عدد الوجبات 3 وجبات رئيسية مع وجود وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور.
2- لا بد من وجود مدة زمنية لا تقل عن 4 ساعات بين كل وجبة وأخرى.
3- شرب سوائل بين الوجبات على ألا تكون عالية السكريات.
4- تناول البروتينات والحليب ومشتقاته والخضر بكمية غير محدودة.
5- تناول مقادير محسوبة من الخبز والنشويات والعجائن، فتناولها ضروري لتفادي الانخفاض المفرط في نسبة السكر، مع الأخذ في الاعتبار أن الإفراط في تناولها سيؤدي للعكس.
كما يفضل تناول الخبز الأسمر بدلا من الخبز الأبيض لاحتوائه على سكريات أقل.
6- تناول الفواكه ضروري للاستفادة من الفيتامينات والأملاح المعدنية ونسبة معينة من السكر الضرورية لمريض السكري، لكن كل هذا بكمية معقولة، مثلا فاكهة متوسطة الحجم بعد وجبة الإفطار والسحور.
7- الامتناع عن تناول السكريات السريعة التي تساعد على الارتفاع المفاجئ لمستوى السكر في الدم.
السكريات السريعة والبطيئة
وإليكم لمحة صغيرة عن السكريات لفهم الأمور بشكل أوضح.. تصنف السكريات ضمن فئتين:
- سكريات بسيطة: تتألف من جزيئة من السكريات أو اثنتين (الجلوكوز، الفركتوز والسكروز)، مثلا، قطعة السكر التي تضعها في كوب الشاي الصباحي تصنف ضمن فئة السكريات السريعة، كذلك كل الحلويات المعهودة في شهر رمضان، وهي قادرة على منحك طاقة فورية يمكن استغلالها.
- سكريات مركبة تحتوي على النشويات، وتتألف من سلسلة طويلة من الجزيئات.. مثلا تلك الموجودة في البطاطا أو أنواع الحبوب المختلفة، وتسمى هذه السكريات بالبطيئة لأنها تمنحك الطاقة تدريجيا بعد أن تتناولها وتسمح لك ببذل الجهد لوقت طويل.
ختاما.. الطعام والشراب نعمة ينبغي التمتع بها، ولكن بلا إسراف، فالكثرة تنافي الطبيعة التي فطرنا الله عليها، والتي علينا الالتزام بها، وباتباع النقاط المضيئة السابقة وجعلها منهاج حياة نكون قد ضمنا تصحيح العادات الغذائية الخاطئة لمريض السكري، لينعم بجسم صحي ونشيط، وحياة مرنة وهادئة، وينال الأجر والثواب.
ونسأل الله لأمتنا الإسلامية صياما مقبولا وعملا مشكورا وإفطارا شهيا
ولما فرض الحق سبحانه علينا الصيام سمح برخص لفئات معينة من الناس، قال تعالى: {فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، ولذا فيجب أن نستوعب أن الله تعالى فرض علينا الصيام لغاية لن يكون منها إلا المصلحة، وحاشا أن يكون الغرض منها الضرر، وخاصة من الناحية الصحية، ونخص هنا مريض السكري.
لماذا مريض السكري
مريض السكري من الأشخاص المرخص لهم الإفطار في نهار رمضان نظرا للخطر الذي قد يصيبهم إثر الصيام:
- مريض السكري معرض لهبوط مستوى السكر في الدم خلال نهار رمضان، وكذلك في النصف الثاني منه (بعد الإفطار)، فمن جهة يكون المريض ممتنعا عن الأكل، وخاصة السكريات لمدة ساعات طوال النهار، وبما أنه لا يخزن السكريات في الكبد فلا يمكنه استعمال هذه الطريقة لإخراج السكر من الكبد إلى الدم كغيره من الأصحاء، الشيء الذي يعرضه إلى حالة هبوط السكر في الدم لكن بخطورة متفاوتة حسب نوع الداء ونوع الدواء.
- المعالجون بالأنسولين يتعرضون لخطر الغيبوبة أثناء الصيام، بينما المعالجون بالحمية الغذائية فقط يتعرضون لانخفاض أقل خطورة يتمثل في العلامات التالية: الإحساس بالجوع، الارتعاش، الدوخة ثم التعرق البارد، وإذا لم تؤخذ الإجراءات الضرورية وبسرعة وتتمثل في تناول سكريات سريعة –عصير أو شيكولاته- تتبع بسكريات بطيئة –الخبز- فمن الممكن أن تتطور الحالة إلى غيبوبة.
- هذا بالإضافة لوجود خطورة من ارتفاع السكر في الدم أثناء ليل الصيام نظرا للشهية المفرطة بعد يوم كامل من الصيام، زيادة على تناول الوجبات في وسط عائلي (يشجع على الأكل)، بالإضافة إلى أن أغلبية الأكلات المحضرة خلال هذا الشهر المبارك هي إما مصنعة من السكريات السريعة أو تؤخذ مصحوبة بسكريات سريعة.
كل هذه الأسباب تعرض المريض إلى صعوبة في "احترام الحمية" الخاصة به لمدة توازي 29 أو 30 يوما على التوالي.
وبسبب ذلك قد ينتقل مريض السكري من الوضع المطمئن والمستقر إلى التعرض لمضاعفات حادة غير خطيرة لكن مزمنة، وقد تكون أكثر خطورة خاصة أنه لا يتم الكشف عنها إلا بعد شهور من انتهاء رمضان، كضعف في البصر أو الكليتين أو إصابة الرجلين أو الضعف الجنسي.
ماذا لو صام؟
إذا أصر مريض السكري على الصيام، فلابد من أخذ الاحتياطات اللازمة، وأهمها:
1- مراجعة طبيب الغدد الصماء قبل بدء شهر رمضان بأسبوع على الأقل.
2- الحفاظ على الحمية الغذائية والرياضية التي وصفها له الطبيب، وينصح عادة بممارسة نوع من الرياضة كالمشي الخفيف لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل.
3- الحفاظ على أوقات العلاج الدوائي، أو ترتيب مواعيدها بما يتناسب مع فترة الصيام مع الطبيب الخاص به.
4- مقاومة السكريات السريعة التي نتناولها بكثرة عند المساء من حلويات وعصائر.
أما بالنسبة للنظام الغذائي فينبغي أن يكون مشخصا من قبل طبيب السكري الخاص بالمريض، بحيث يجب مراعاة معطيات كثيرة منها السن والوزن والجنس ونوع الأنشطة المهنية أو الرياضية، لهذا من المنطقي أن يصنف النظام الغذائي حسب هذه المعطيات.
ولكن هناك بعض التوصيات الغذائية الواجب على جميع مرضى السكري اتباعها، وهي:
1- أن يكون عدد الوجبات 3 وجبات رئيسية مع وجود وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور.
2- لا بد من وجود مدة زمنية لا تقل عن 4 ساعات بين كل وجبة وأخرى.
3- شرب سوائل بين الوجبات على ألا تكون عالية السكريات.
4- تناول البروتينات والحليب ومشتقاته والخضر بكمية غير محدودة.
5- تناول مقادير محسوبة من الخبز والنشويات والعجائن، فتناولها ضروري لتفادي الانخفاض المفرط في نسبة السكر، مع الأخذ في الاعتبار أن الإفراط في تناولها سيؤدي للعكس.
كما يفضل تناول الخبز الأسمر بدلا من الخبز الأبيض لاحتوائه على سكريات أقل.
6- تناول الفواكه ضروري للاستفادة من الفيتامينات والأملاح المعدنية ونسبة معينة من السكر الضرورية لمريض السكري، لكن كل هذا بكمية معقولة، مثلا فاكهة متوسطة الحجم بعد وجبة الإفطار والسحور.
7- الامتناع عن تناول السكريات السريعة التي تساعد على الارتفاع المفاجئ لمستوى السكر في الدم.
السكريات السريعة والبطيئة
وإليكم لمحة صغيرة عن السكريات لفهم الأمور بشكل أوضح.. تصنف السكريات ضمن فئتين:
- سكريات بسيطة: تتألف من جزيئة من السكريات أو اثنتين (الجلوكوز، الفركتوز والسكروز)، مثلا، قطعة السكر التي تضعها في كوب الشاي الصباحي تصنف ضمن فئة السكريات السريعة، كذلك كل الحلويات المعهودة في شهر رمضان، وهي قادرة على منحك طاقة فورية يمكن استغلالها.
- سكريات مركبة تحتوي على النشويات، وتتألف من سلسلة طويلة من الجزيئات.. مثلا تلك الموجودة في البطاطا أو أنواع الحبوب المختلفة، وتسمى هذه السكريات بالبطيئة لأنها تمنحك الطاقة تدريجيا بعد أن تتناولها وتسمح لك ببذل الجهد لوقت طويل.
ختاما.. الطعام والشراب نعمة ينبغي التمتع بها، ولكن بلا إسراف، فالكثرة تنافي الطبيعة التي فطرنا الله عليها، والتي علينا الالتزام بها، وباتباع النقاط المضيئة السابقة وجعلها منهاج حياة نكون قد ضمنا تصحيح العادات الغذائية الخاطئة لمريض السكري، لينعم بجسم صحي ونشيط، وحياة مرنة وهادئة، وينال الأجر والثواب.
ونسأل الله لأمتنا الإسلامية صياما مقبولا وعملا مشكورا وإفطارا شهيا